أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر ، وإذا ابتُلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.

ذهاب الإسلام على يدي أربعة أصناف

ذهاب الإسلام على يدي أربعة أصناف

للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله تعالى

الصنف الأول: من له علم بلا عمل؛ فهو أضر شيء على العامة، فإنه حجة لهم في كل نقيصة ومبخسة.

والصنف الثاني: العابد الجاهل؛ فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته وصلاحه فيقتدون به على جهله.

وهذان الصنفان هما اللذان ذكرهما بعض السلف في قوله: «احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون»؛ فان الناس إنما يقتدون بعلمائهم وعبادهم، فإذا كان العلماء فجرة، والعباد جهلة، عمت المصيبة بهما وعظمت الفتنة على الخاصة والعامة.

والصنف الثالث: الذين لا علم لهم ولا عمل؛ وإنما هم كالأنعام السائمة.

والصنف الرابع: نواب إبليس في الأرض؛ وهم الذي يثبطون الناس عن طلب العلم والتفقه في الدين؛ فهؤلاء أضر عليهم من شياطين الجن؛ فانهم يحولون بين القلوب وبين هدى الله وطريقه.

فهؤلاء الأربعة أصناف كلهم على شفا جرف هارِ، وعلى سبيل الهلكة، وما يلقى العالم الداعي إلى الله ورسوله ما يلقاه من الأذى والمحاربة إلا على أيديهم، والله يستعمل من يشاء في سخطه، كما يستعمل من يحب في مرضاته، إنه بعباده خبير بصير.

ولا ينكشف سر هذه الطوائف وطريقتهم إلا بالعلم، فعاد الخير بحذافيره إلى العلم وموجبه، والشر بحذافيره إلى الجهل وموجبه.

من كتاب مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية

-۞ أقرأ أيضاً ::

العلم النافع وعلامات أهله

الإمام ابن قيم الجوزية

حقيقة العلم وحقيقة الإيمان

الإمام ابن قيم الجوزية

الناس ثلاثة: عالم ومتعلم وهمج أتباع كل ناعق

الإمام ابن قيم الجوزية

القيود الثِّقال

شيخ الإسلام ابن تيمية

-

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم

    جزاك الله خيراً وثبتك الله وزادك علماً وعملاً ونشراً

    ردحذف
  2. ماشاء الله مبدع في طرحك أخي الكريم جزاك الله خيرا

    ردحذف