أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر ، وإذا ابتُلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.

ذاق طعم الإيمان من رضي

ذاق طعم الإيمان من رضي

للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

 

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : « ذَاقَ طَعْمَ الإيمانِ : مَنْ رَضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّدٍ رَسُولاً » رواه مسلم.

 وقال -صلى الله عليه وسلم- : « مَنْ قَالَ حِيْنَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا. غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ » رواه مسلم.

وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين، وإليهما ينتهي. وقد تضمنا الرضى بربوبيته سبحانه، وألوهيته، والرضى برسوله والانقياد له، والرضى بدينه والتسليم له. ومن اجتمعت له هذه الأربعة: فهو الصديق حقا. وهي سهلة بالدعوى واللسان وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان، ولا سيّما إذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها من ذلك: تبين أن الرضى كان لسانه به ناطقا. فهو على لسانه لا على حاله.

سر الألفة

سر الألفة

للإمام أبي عبد الله ابن بطة العكبري الحنبلي المتوفى سنة ٣٨٧ هـ

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ». متفق عليه

وقال عبد الله بن مسعود: « الأرواح جنود مجندة تلاقى، فتشام كما تشام الخيل، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ولو أن مؤمنا دخل مسجدا فيه مائة ليس فيهم إلا مؤمن واحد لجاء حتى يجلس إليه ، ولو أن منافقا دخل مسجدا فيه مائة ليس فيهم إلا منافق واحد ، لجاء حتى يجلس إليه ».

عن الأعمش ، قال : « كانوا لا يسألون عن الرجل، بعد ثلاث: ممشاه، ومدخله، وألفه من الناس ».